الأربعاء، 10 ديسمبر 2014
الشريف الإدريسى ..مؤسس علم الجغرافيا وأول رسم خريطة للأرض
الشريف الإدريسى ..مؤسس علم الجغرافيا وأول رسم خريطة للأرض
خريطة الوطن العربى، التى رسمها الإدريسى لروجر الثانى ملك صقلية عام
1154 م، واحدة من خرائط العالم القديم الأكثر تقدما. صورة منسقة حديثة، تم
إنشاؤها من 70 صفحة مفرودة من الأطلس الأصلى.
هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن إدريس الشريفى أو الشريف
الإدريسى عالم مسلم من أهل البيت. أحد كبار الجغرافيين فى التاريخ ومؤسسى
علم الجغرافيا، كما أنه كتب فى التاريخ والأدب والشعر والنبات ودرس الفلسفة
والطب والنجوم فى قرطبة.
ولد الإدريسى فى مدينة سبتة فى المغرب الأقصى عام 493 هـ (1100
ميلادية)، وتعلم فى البيلق وطاف البلاد فزار الحجاز ومصر. وصل سواحل فرنسا
وإنكلترا. سافر إلى القسطنطينية وسواحل آسيا الصغرى. عاش فترة فى صقلية
ونزل فيها ضيفًا على ملكها روجر الثانى.
واستخدمت مصوراته وخرائطه فى سائر كشوف عصر النهضة الأوروبية، حيث لجأ
إلى تحديد اتجاهات الأنهار والمرتفعات والبحيرات، وضمنها أيضًا معلومات عن
المدن الرئيسية، بالإضافة إلى حدود الدول، اختار الإدريسى الانتقال إلى
صقلية بعد سقوط الحكومة الإسلامية؛ لأن الملك النورمانى فى ذلك الوقت “روجر
الثانى” كان محبًا للمعرفة. شرح الإدريسى لروجر موقع الأرض فى الفضاء
مستخدمًا فى ذلك البيضة لتمثيل الأرض، شبه الإدريسى الأرض بصفار البيضة
المحاط ببياضها تماما كما تهيم الأرض فى السماء محاطة بالمجرَّات.
وأمر الملك الصقلى روجر الثانى له بالمال لينقش عمله خارطة العالم
والمعروف باسم “لوح الترسيم” على دائرة من الفضة. فى إحدى المرات قدم وصفًا
عن وضع السودان، وعن حالة مدن مثل المواقع بدقة متناهية تمامًا، كما هى
على أرض الواقع، مع أنها كانت فقط من خلال الاستماع إلى بعض القصص
والكلمات.
واستخدم الإدريسى خطوط العرض أو الخطوط الأفقية على الخريطة والكرة
الأرضية التى صنعها، استخدمت خطوط الطول من قبله، إلا أن الإدريسى أعاد
تدقيقها لشرح اختلاف الفصول بين الدول. دُمِّرت تلك الكرة خلال اضطرابات
مدينة فى صقلية بعد وفاة الملك ” روجر الثانى .فى جزيرة صقلية تفتقت مواهبه
العلمية وقام بعمله الخالد الذى عرف به فى التاريخ، وكانت صقلية فى ذلك
العهد قد خرجت من حكم المسلمين، وخضعت لحكم النورمان المسيحيين، وإن كان
المسلمون يكونون فيها أكبر جالية من السكان غير المسيحيين، وكان ملوكها من
النورمان وخاصة روجر الثانى الذى عاش الشريف فى أكنافه، يتشبه بالمسلمين
ويتظاهر بعاداتهم فى اللباس والهيئة وشارات الملك، ويخالف عادة الإفرنج فى
كل ذلك.. وكان يكرم المسلمين ويقربهم وينتفع بخبرتهم ومعارفهم.. قال الصلاح
الصفدى فى ترجمة الشريف الإدريسى من كتابه “الوافى بالوفيات” عن الملك
روجر الثانى: “وهو الذى استقدم الشريف الإدريسى صاحب كتاب “نزهة المشتاق فى
اختراق الآفاق” ليصنع له شيئا فى شكل صورة العالم..”.
وحدد الإدريسى مصدر نهر النيل، ففى موقع معين وضع نقطة تقاطع نهر النيل تحت
خط الاستواء، وهذا هو موقعه الصحيح. قبل دخول مصر تلتقى روافد نهر النيل
فى الخرطوم عاصمة السودان، يتشكَّل نهر النيل من نهرين هما النيل الأبيض
والنيل الأزرق، يجرى هذان النهران عبر أراضى السودان ويلتقيان فى الخرطوم
التى تقع تحت خط الاستواء. إن تحديد موقع نهر النيل يُلغى نظرية بطليموس أن
مصدر نهر النيل هو تلة فى القمر.
اشتهر الشريف الإدريسى بولعه بالبحار وحركتها، وقد كان ميناء سبتة فى عهده
يعرف حركة تجارية كبيرة، وقد كانت تجذب صاحبنا السفن التجارية الراسية فى
ميناء سبتة، وكان يعتمل فى داخله شوق كبير لاستكشاف الدُّول التى كانت
تُبحر منها وإليها هذه السفن، وسرعان ما تحوَّلت رغبته إلى حقيقة عندما رحل
لمتابعة تحصيله العلمى فى قرطبة، فترسخ لديه ميوله إلى العلوم الطبيعية
خصوصا علمى الجغرافيا والنبات.
ويعتبر الشريف الإدريسى أحد كبار الجغرافيين فى التاريخ الإنسانى، كما
كان له اهتمام بالتاريخ، والأدب، وعلم النبات، والطب، والفلك.. أخذ العلم
بسبتة وقرطبة، وزار الحجاز ومصر، ووصل سواحل فرنسا وإنجلترا، وسافر إلى
القسطنطينية وآسيا الصغرى. ثم عاش فترة فى صقلية ونزل فيها ضيفًا على ملكها
روجر الثانى، وقد عانى مدة طويلة من الغربة عن بلده سبتة.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)